الأربعاء، 5 مارس 2014

المختار العياري يرد على ومسيو دوريل ومسيو جوهو

يوم 24 أكتوبر 1924 وبعد سلسلة الاعتصامات التي انجزها العملة التونسيين في العاصمة وبنزرت خاصة ، وبعد تكوين عديد النقابات التونسية المستقلة عن اتحاد النقابات الفرنسي في المدينتين والتي كان للمختار العياري دور حاسم في تكوينها عبر لجنة الدعاية التي كان يترأسها ، قدم الى تونس " موسيو جوهو" كبير النقابيين الفرنسيين الكاتب العام " لاتحاد الشغل العام الفرنسي " بدعوة من ممثله في تونس مسيو دوريل ليجتمع في قاعة الشغل العام بباب الجزيرة بعدد هام من العملة التونسيين وليتحاور معهم في شأن تأسيس " جمعية اتحاد شغل عام تونسية " وقد القى خطابا بين فيه ان في ذلك تشتيت للعملة وضرب لوحدتهم واضعاف لنضالاتهم حاثّا العملة التونسيين على الانضمام الى النقابات الفرنسية وختم حديثه قائلا " اذا الف العملة التونسيين جمعية اتحاد وحدهم فلا ينجحون أبدا ويعوقون سير العملة ... أنتم احرار في انتخاب النظام الذي تريدونه ، انما سارجع لكم بعد سنة لارى انكم بتكوينكم الاتحاد التونسي المستقل لا تنجحون أبدا ." 
فقام لمعارضته " المختار العياري " وكان يتقن للغة الفرنسية ، وبين له الاسباب التي دعت العملة لتكوين اتحادهم المستقل ، وذكر له أمثلة عديدة من تخلّي الاتحاد الفرنساوي عنهم ، كاعتصاب الترامواي ومطالب البوسطة والسكك الحديدية الخ ... وأكد ان العملة التونسيين سيضمنون ذاتيتهم باتحاد مستقل ، ويقبلون كل عامل معهم بقطع النظر عن جنسه ودينه ، ثم ينضمون الى احدى العالميتين . وهنا سأله احد الفرنسويين : أي العالميتين ؟
فأجاب " السيد العياري " أن الأمر موكول لعموم العملة ، فان اقترعوا على اإنضمام الى العالمية الثالثة - أي الى موسكو - وأنا أؤيد ذلك دخلنا لها وان أرادوا الانضمام للثانية - أي الى امستردام - انضممنا لها أيضا .
===============================
الطاهر الحداد : العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية 

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

 إنعقدت اليوم الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 جلسة تفاوضية مسائية حول الإضراب المزمع انجازه 22 نوفمبر 2012 جمعت السادة - وزير التربية - وزير الشؤون الإجتماعية - حبيب كشو / مكلف لدى رئاسة الحكومة - رئيس ديوان وزير الشباب و الرياضة و وفد نقابي ممثل في الإخوة: - الأمناء العامين المساعدين: سامي طاهري - عبد الكريم جراد - حفيظ حفيظ و المكتب التنفيذي للنقابة العامة للتعليم الثانوي و لم يقع التوصل إلى إتفاق يرضي الأطراف المفاوضة و كانت العروض المقترحة من الجانب الوزاري لا تلبي الحد الأدنى المأمول للقطاع لذلك تتمسك النقابة العامة للتعليم الثانوي بالإضراب المقرر ليوم 22 نوفمبر 2012 .
نقلا عن الاخ لسعد اليعقوبي كاتب عام النقابة العامة .

الأحد، 18 نوفمبر 2012

قيس رستم في أول معرض شخصي بعد الثورة: الخط ده خطي


موسيقى الألوان والأشكال، هي الصفة التي يمكن إطلاقها على معرض قيس رستم "ببراءة" تكوينها وتشكيلها، وبما وقعه من سيمفونية متجانسة ومتناغمة في الحركات والوضعيات والتبدلات التي قد تبدو للعين المجرّدة نمطية، هجينة حينا، محبّبة حينا آخر، في حين أنّها تغور بعيدا في مداراتها التي تناسلت منها تلك اللوحات المنتصبة هناك بفضاء ألف ورقة، مدارات مشحونة بزخم ثوري جمالي... ومدججة بألوان المسرح والرقص والإيقاعات الموسيقية.
بعد أن شاهدها كل من الفاضل الجعايبي وجليلة بكار وهشام رستم ولطفي الحافي في مرسمه، أخرج الرسام التونسي والسينوغرافي والموسيقي قيس رستم 17 لوحة زيتية للعموم مفتتحا بها أول معرض شخصي له بعد الثورة التونسية يوم 17 مارس الجاري بمكتبة وفضاء الفنون "ألف ورقة" بالمرسى بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية.
لوحات قيس رستم، امتد زمن انجازها من شهر فيفري 2011 إلى موفى شهر جوان من نفس السنة، وعن ظروف انجاز هذا المعرض يقول قيس رستم " تركت الناس في شارع الحبيب بورقيبة ينهون مشوارهم الثوري وأغلقت باب مرسمي لأنجز ثورتي الشخصية بين الخطوط والألوان...".
أسرار تأسيسيّة وشيفرات أوليّة "فكها" قيس رستم بمفرده داخل مرسمه، فوق المساحات البيضاء التي بسطها أمامه ليقدّمها لنا نوتات موسيقية لتشكيل جسدي يرقُص على إيقاع ريشته وفكرته كما تأججت بداخله... فبين الامتلاء والفراغ تعبُرُ الخطوط والأشكال، الدائرية والمربعة، المستقيمة والمتعرجة... تعبر ملفوفة داخل ألياف القماش المُبقّع بالألوان والتّعرجات... تعبر واحدة واحدة، تارة نحو السواد الفاقع وأخرى نحو البياض الهيوليّ، وثالثة نحو باقي الألوان... تاركة أثرها هي وحدها ولا شيء سواها... ترتخي لتنتصبَ وتتمدّدُ لتنحسر... تنتعشُ لتنتكسَ... تنمو وتتشكّلُ وفقا لقانون الأصابع التي تحرك الريشة...
أجساد يبعثر قيس رستم أطرافها وتفاصيلها فتنتصب كبيرة في هذه اللوحة حد الاستيلاء على كل مساحتها، أو صغيرة في تلك اللوحة حتى لا تراها العين... ملتحفة بالألوان في وضعيات منفردة أو محتشدة، وكأنها تعبر عن حالات وحركات مخصوصة، وكأن قيس رستم يذكرنا بأن أجسادنا هي بمثابة الإيقاع من الموسيقى... أو هي بمثابة الألوان من اللّوحة... متماهية فينا مثلما هي الإيقاعات كينونة الموسيقى وهويّتها، ومثلما هي الألوان حديث اللّوحة وبوحها...
هل هناك فعلا جسدُ مُتخيّل أو محلوم به خارج جسدي أنا ؟ أم أن هناك جسد يتناسل من جسد آخر ولا يفصل بينهما إلاّ رعشتي في العالم سواء كانت باللّغة أو بالموسيقى أو بالصورة أو بالنّحت أو بالرّسم...؟ سؤال يستفز المتجول داخل فضاء "ألف ورقة" وهو يتنقل من لوحة إلى أخرى حيث الأجساد مُنبثقة من طينة لونيّة ومن ريشة مارقة وفالتة، هي ريشة قيس رستم، المدجج بالموسيقى والرقص، وهو الملحن وعازف الإيقاع وكذلك السينوغرافي المحنك ولعل مسرحيتا "خمسون" و"يحي يعيش" تشهدان على قدرة قيس رستم في التصميم المتكامل والفني للعناصر المشهدية.
يقول قيس رستم "المسرح والموسيقى كان لهما انعكاس كبير على ألوان لوحاتي، خاصة من ناحية التحكم في الفضاء ومجاراة نسق الريشة وكذلك الإيقاع الحي في كل رسم" وهذا الانعكاس يلمسه زائر المعرض من خلال الوضعيات المختلفة للأجساد المتعدّدة في وحدتها، إذ أنها توزّعت في الألوان بين الملائكيّة والشيطانيّة... بين الآدمية والجنيّة... بين الإنسية والحيوانية... وضعيات تتجسّد في تلك التناقضات ولا تخضع لنواميسها الطبيعية والتشكيلية، بقدر ما تنفلتُ من قبضتها الهندسيّة نحو مرافئ بعيدة وعميقة، أبعدُ وأعمقُ من التعبيريّة الباهتة الشاحبة، لكأنّها منظومة حسيّة مُبتكرة تُعبّر عن شكل إقامة قيس رستم في آنه ومكانه وطبعا وفقا لجسده هو دون شريك أو رقيب، ما عدا اللغة، تلك التي تطوق لوحاته بحروفها التي تنتصب هنا كبيرة وهناك صغيرة... حروف لاتينية تتشكل منفردة في هذه اللوحة ومجتمعة في كلمات في لوحة أخرى...
تفتح لوحات قيس رستم الباب واسعا للتأويل وقراءة الرسائل المشفرة التي أراد الرسام إرسالها للمتقبل غير أن الرسام ذاته يقول بكل وثوق "لا رسالة لي من هذا المعرض ولا الذي قبله." ولكن اللوحات المعروضة تكتنز بالرسائل الجمالية والسياسية، فجماليا يكسر الرسام كل القيود الممكنة على الأشكال المنتظمة والمستقيمة في الذهن ويقدمها في تعرجاتها المستحيلة وكأنها ترفض الانصياع لضوابط الهندسة والقياسات وحدود الفضاء، حتى أن بعض اللوحات التي توهم بارتفاع القضبان في إحالة على السجن تكسر تلك الضوابط الصارمة للقضبان، وهو ما ينعكس إيجابا على البعد "السياسي" لهذه اللوحات لأنها لا تعبر فقط عن الحالة الثورية التي تعيشها تونس بل هي تحرض، ربما في لا وعي قيس رستم، تحرض على المضي قدما في الثورة وفي السياق الثوري المؤسس لإقامة أجمل في العالم... وهذه الثورية الكامنة في لوحات قيس رستم تتأتى من "تيمة" الالتزام التي يعيشها الرسام، إذ يقول "الرسم التزام يومي مثله مثل الموسيقى والمسرح، غير أن الرسم يفرض علي التزاما مضاعفا لاني اعبر من خلاله عن الموسيقى والمسرح معا...".

الخميس، 23 فبراير 2012

المختار العياري الفؤاد الحنون



فائق التقدير ووافر الشكر للأخ نجيب البرقاوي على عنايته بتاريخ المناضل مختار العياري ، ولتتأكد أيها الأخ الكريم أني لن ادخر جهدا في مدكم بما توفر لي من وثائق مشتتة بين مصر وتونس وتلك التي تحصل عليهم بعضهم ولم تسترد حتى الآن ، لقد عايشت المختار العياري الأربع سنوات الأولى من حياتي والأخيرة من حياته لكني لازلت اتذكر العناية التي خصني بها عندما عادت والدتي إلى مصر لجلب أشقائي ومكثت طفلا مع فؤاد حنون عطوف هو المختار العياري ،
لا أجد ما أقول فقد يكون شكري لكم أيها الأخ الكريم منقوصا وقد لا أوفيكم ما تستحقون ، ولكن أفضل ما أقول هو طلب الرحمة لكي من ناضل ومن يناضل ومن سيكون مناضلا فدرب النضال 
موصول ، لكني كلما تذكرت معاناة المختار العياري ومعاناة عائلته وخاصة المرحومة والدتي وكفاحها معه من أجل لقمة العيش في غربة مريرة ، أبكي ألما وحسرة وألعن الغربة والنفي في اللحظة ألف مرة ، لكني أعود إلى رشدي فأفتخر بما قام وقدم ، وأعتز بجليل عملكم وبحثكم



من تعليقات الاخ محمد الشيشيني حفيد مختارالعياري على منشورات المدونة 

السلطات الفرنسية تمنع المختار العياري من العودة الى أرض الوطن رغم إنقضاء فترة النفي

السلطات الفرنسية تمنع المختار العياري من العودة الى أرض الوطن رغم إنقضاء 

فترة النفي ، فيتقابل مع الشيخ عبد العزيز الثعالبي في القاهرة ويشكو له الحال مما دفع

 الشيخ عبد العزيز الثعالبي إلى كتابة الإلتماس على بطاقته الشخصية



    • القاهرة : 30 أبريل 1935

      سيدي المحترم مسيو برشو الملحق السياسي بالمفوضية الفرانسية حفظه الله .
      يؤسفني إنقطاعي عنكم طوال هذه المدة ومع إنقطاعي فإني مازلت أحفظ لكم الود المكين ، وقد دعاني إلى إرسال هذه البطاقة تأثري من الحالة المؤسفة التي المت بمواطني السيد المختار العياري فقد ذكر لي أنه بلغ من طرف القنصلية الفرنسوية بالإسكندرية أن السلطات بتونس قررت منعه من العودة إلى وطنه بعد أن اتم مدة افبعاد التي حكم عليه بها ولما حالته لا تحتمل ذلك فقد رايت أن أنيط رجاءه بكم عساكم أن تقدموا بمن ينبغي لإنصافه فالأمل قبوله وسماع شكواه وشموله بعنايتكم ولكم مني جزيل الشكر والثناء والسلام 

      الإمضاء عبد العزير الثعالبي

معاناة مختار العياري في منفاه بالاسكندرية بين السياحة والترامواي والتجارة





المختار العياري بعد أن عمل مرشدا سياحيا بالأسكندرية ، ضاق به الحال فعمل سائقا بشركة ترماي الأسكندرية غير أن جنسيته التونسية لم تسمح له بالعمل في شركة عمومية مصرية فإلتجاء إلى العمل طباخا لدى عائلة أجنبية لم يدم مقامها في الأسكندرية ، فشارك مصريا وفتحا دكانا للبقالة ( العطارة ) بسوق المغاربة بمنشية الأسكندرية ، إلا أن الشريك تحيل عليه واستغله بجميع سبل المساومة مما دفعه إلى ترك الدكان وملازمة فراش المرض فتكاثرت ديونه حتى عبر عنها في احدى رسائله الى سفير تونس بالقاهرة بقوله :"إجتنابا للفضيحة" .






المصدر : شقيقتي جميلة شطا التي عايشت المختار العياري لخمسة عشرة سنة بين مصر وتونس

 منقول عن حفيد مختار العياري الاخ والصديق محمد الشيشيني