السبت، 11 فبراير 2012

المناضل النقابي والوطني مختار العياري محور ندوة نقابية وطنية


جريدة الشعـــــــــب
الأحد 4 فيفري 2012

المناضل النقابي والوطني مختار العياري محور ندوة نقابية وطنية

ينظم قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي بالاتحاد العام التونسي للشغل بمدينة طبرقة بداية من يوم الخميس ندوة وطنية حول المناضل النقابي والوطني مختار العياري وجامعة عموم العملة التونسية وهي ندوة احتوت بشكل خاص على ثلاث محاضرات الأولى بعنوان «الحركة النقابية ومعركة التحرر الوطني من الحامي الى حشاد» للأستاذ علي المحجوبي والثانية بعنوان «جامعة عموم العملة روادها، نشأتها، أهدافها وتأثيراتها» للأستاذ محمد لطفي الشايبي والثالثة بعنوان «المختار العياري أحد رموز جامعة عموم العملة التونسية: تاريخه، مراحل نضاله وإسهاماته في الحركة الحركة النقابية» للأستاذ عدنان المنصر.
وسنقدم في العدد القادم تغطية مفصلة عن هذه الندوة.
ماذا تعرف عن المختار العياري؟
في انتظار ما ستكشفه لنا الندوة عن هذه الشخصية، نعود الى كتاب رفيقه الطاهر الحداد «العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية» حيث نقرأ ما يلي:
مختار العياري هو العضو الأول للدعاية، وقد أشرنا سابقا الى أنه كان يباشرها تابعا لمكتب الاتحادية الفرنسية فيما يخصّ المسلمين، فهو متمرّن فيها وعارف بها. هو رجل مطلّ على سن الكهولة، ذو تصميم في عمله، جرئ فيه، لا يخشى المصادمة بشيء، نشيط الروح، تعوّد المناقشة مع المخالفين له رأي سواء أكانوا من رجال السلطة أو غيرهم، وقد تحفّ المكاره بعمله لكنه لا يخشى المناورات العدائية، فهو يعملُ  بطمأنينة وصدر رحب، اشتغل بين العمال يبث فكرة تأسيس النقابات التونسية، وحضر اجتماعات التأسيس لها، وخطب فيها خطبا جمّة ملؤها الحماس، وأعطى الأمثلة الناجحة في أوروبا نظرا الى تقدم التأسيسات النقابية فيها ووجوب سيرنا على إثرها لنصل حيث وصلت هي في استثمار مجهوداتها الاجتماعية. وكان يميل أكثر الأحيان الى الجهر بأن الحكومة مسؤولة عن سقوطنا الاجتماعي، وهي لئن وعدت باتباع خطة التمدين وتأهيل البلاد لاستحقاق الحياة الحرة، فإنها لم تفعل شيئا لتفي بوعدها فيما يخصّ التونسيين أهل البلاد، ثم يتخلص من ذلك لضرورة اليأس منها ومن وعودها، ووجوب الاعتماد على النفس. فالشعب الذي لا يعمل لسعادته بنفسه لا يستحق الحياة. بمثل هذا كان له التأثير الحسن في العمال بتدعيم الروح النقابية، ولقد كان كل وقته موهوبا لهذا العمل، فلا عمل له شخصيا.  وهو ذو عائلة كبيرة تسكن خارج سور العاصمة في مزرعة ترك العمل فيها لمن ينوبه، واندفع بشعوره المتألم الى العمل النقابي. وقد كان اشتغل قبلا بعربات «الترامواي» بالعاصمة، وأخرج من عمله لأنه كان يبث الفكرة النقابية، ومن ثم احتضنته الاتحادية الى ان جاءت الحركة الاخيرة فاقتنع بعد الجدال بفكرتها، وانضم يعمل بشعوره الجديد. أما معارفه المدرسية فهي ابتدائية، ولكنه استطاع باستعداده، واحتكاكه بالمفكرين، واشتراكه في الاعمال العمومية ان يكوّن من نفسه رجلا مفكرا عموميا، يحسن التكلم باللغة الفرنسية، ويجرؤ على الخطابة بها في الاجتماعات العامة،  ما دام يفهم سامعوهُ مقصودهُ من الكلام. فليس هو في حاجة الى استعمال لغة الأدب الراقية التي لم تمكنه الحاجة من تعلمها، ولا توجد أنظمة عمومية تتكفل بإمداد مثله في التعلم، ومع ذلك فقد أنضجت رأيه الحوادث، وأيقظت شعوره الآلام، فأعطى جهودا مهمة ذات أثر مفيد في الحركة النقابية توجب له الذكر الجميل، والاعتراف بالفضل في هذا الشأن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق