الأحد، 5 ديسمبر 2010

الحلقة المفقودة

 إهتم الكتاب و المؤرخون بالحركة النقابية  الأولى و هي جامعة عموم العملة التونسيين بقيادة محمد علي الحامي و توقفوا عند توقيف الرفقاء سنة 1925 ورفضت كل الدول إستقبالهم فإحتضنتهم مصر و توقف القلم عن الكتابة باستثناء محمد علي بن مختار الغفاري الحامي  حتى توفي و جلب رفاته إلى تونس بعد الإستقلال لكن مصير الفرقاء وقع السكوت عنه ولذلك وجدت صعوبة كبيرة في التعرف عن إبن الجهة المختار العياري فولجت جميع هياكل الإتحاد العام التونسي للشغل  جهويا ووطنيا و لكن لم أجد من المطلعين على هذه الحقبة التاريخية من تاريخ تونس و لم أتحصل عما أريده فقصدت المكتبة الوطنية و الأرشيف الوطني .
و تسنى لي العثور على صورهم بمساعدة الباحثين الجامعيين ثم مكنني النقابي المعروف محمد الطرابلسي بمكتبه بنهج اليونان  من أرقام الهاتف مشكورا لبعض  النقابيين الوطنيين من أمثال : نور الدين البودالي و مصطفى الفيلالي و جورج عدة و عبد العزيز بوراوي كما إتصلت  بأبي القاسم محمد كرو و أبو زيان السعدي و لم أجد معلومات تخص  المختار العياري حتى مكنني من رقم  الهاتف لعادل يوسف حفيد المختار  العياري جورج عدة وهو من المعروفين و المناضلين  الوطنيين النقابيين القدامى  و هو بتقد حماسا  ووطنية  و محبة لتونس و ينتمي إلى الحزب الشيوعي التونسي  سنة 1937 و تولى الكتابة العامة وهو يهودي  من سكان تونس البرابرة  و تدخل  بكل صدق لفائدتي و أخيرا إتصلت بالحفيد مشكورا  فأطفأ ضمئي بعد تعب و تفتيش  في كل المكتبات  و إتصالاتي بالعديد من كوادر النقابة القديمة ثم طالعت كل الكتب المتعلقة بالحركة النقابية  قديمها و جديدها و إتضح لي الإهمال  الملي لبقية الرفقاء لمحمد علي و بلقاسم القناوي و فرحات حشاد و هذا ما حدث  لبقية التنظيمات  الحزبية و الإقتصادية و الجمعيات كلها حيث إهتمت بالرموز فقط:
ورد في إعلام- إعلام لمحمد حمدان بمركز التوثيق القومي ص 126 و 128 قوله : ولد المختار العياري سنة 1887 و تعلم في المدرسة الفرنسية العربية بباب سعدون : تقلب  في عدة حرف  كالحلاقة و الحراسة  ثم في قطاع النقل بشركة الترامواي – إنضم العياري  إلى نقابتها و أصبح كتابا عاما لها و أصدر  في أكتوبر 1921 جريدة يومية "حبيب الأمة" كانت لسان الفرع التونسي للحزب الشيوعي ثم عطلتها السلطة بعد 15 يوما من صدورها فأصدرها ثانية بدعم من الحزب الشيوعي ثم انضمّ إلى جامعة عموم العملة التونسية مكلفا با لدعاية و الإعلام.
كما ورد في كتاب أحمد توفيق المدني –حياة و كفاح – بمكتبة الأرشيف الوطني ووجدت في شأن المختار العياري  في ص 248 قوله : ولد في سنة 1888 و شارك في الحرب العالمية الأولى ضمن  الجيش الفرنسي : يؤمن بأفكار قريبة من المبادئ الشيوعية و أطرد من العمل إثر إضراب فيفري 1921 بتهمة الإعتداء على عامل يهودي إذ كان  يعمل و ينتمي إلى نقابة عملة الترامواي و أصد سنة 1921  جريدة – حبيب الأمة – و حصل على ترخيص في ديسمبر 22-10-1921 لكنها منعت من الصدور يوم 08-11-1921 ثم حصل على ترخيص في ديسمببر 1921  لجريدة – المظلوم- - ولم يصدر منها  إلا عددا وحيدا
....ثم يواصل كتابته في ص 284 : فبينما كنت لوحدي من الحزب الحر الدستوري  كان الإخوان المختار العياري و زهير العيادي و غيرهم من الحزب الشيوعي التونسي  يلتقون مع الأخ محمد علي ثم يواصل في صفحة 292 و في يوم 22 / 11 / 1925 صدر الحكم بابعاد الإخوة الرفقاء محمد علي و المختار العياري و فندوري لمدة عشرة أعوام عن تونس و كامل التراب الفرنسي و على ثلاثة آخرين من الإخوان : العالم الفاضل  العربي القروي  و محمود الكبادي و محمد الغنوشي بالأبعاد لمدة خمسة سنوات.
كما ورد في الكراسات التونسية بالأرشيف الوطني – نفس ما ذكر- و ثبت أنه من مكثر من قبيلة أولاد عيار و هي متفرقة في أغلب أقطار العالم العربي و تونس شمالا و جنوبا.
 كما ورد في صحيفة المصور بتاريخ 21/09/2006 تصريح للمذيع المعروف عادل يوسف العياري قوله :كان جدي المختار العياري نقابيا مع محمد علي الحامي نفته فرنسا بعد محامكته فاستوطن مصر ومعه ابنته التي تزوجت بمصري حيث أنجبت عادل يوسف وهي أمي كما تحدث عن هذا في صحيفة الشروق مرات-كما ورد في كتاب أحمد خالد- أضواء على البيئة التونسية على الطاهر الحداد ونضال جيل –ص 184 :26 -10-1921 باسم الهيئة التنفيذية الوقتية للجامعة عموم العملة وبامضاء الطاهر عجم وبودمغة والمختار العياري يدحض فيه ما ادعاه احمد بن ميلاد المتخلي عنه وكان هذا المنسق عضوا بارزا في اللجنة الوقتية المكلفة بالإشراف على العمل النقابي قبل تاسيس جامعة عموم العملة بصفة رسمية مما يدل على ان اول حركة نقابية تونسية جمعت  في البداية على الاقل بين شبان ذوي مشارب سياسية وايديولوجية متباينة فمنهم الشيوعيون كأحمد بن ميلاد و المختار العياري والطيب دياب ومنهم الدستوريون كالطاهر صفر واحمد توفيق المدني والطاهر الحداد واحمد الدرعي ومنهم من لاينتمي إلى حزب سياسي ولكنه على كل حال يتمسك بأصالة الانتماء إلى قوميته التونسية العربية الاسلامية وينزع نزعة اشتراكية. كما ورد في الصفحة 188 : يصدع المختار العياري  في إجتماع نقابي  بمحضر جوهري بقوله : إذا قررت جامعة عموم  العملة  التونسيين الإنضمام  إلى العالمية  الإشتراكية  الحمراء  فنحن نهتف لتحيا العالمية الحمراء  و لكنه لا يرفض  الإحتمال الثاني وهو إنخراط الجامعة في عالمية –أمسترردام- لاكما ورد موقف  التشكيلات الحزبية  منها قول ص 189 : ألا أن القادة لدولة  الحماية  بإنضباطهم السياسي  المرادف للولاء فإنتظروا  سخاءها و أرسلوا  إلى باريس لعرض مطالبهم إلى الحكومة الفرنسية راجين  عطفها – كما رود في ص 190: و على غرار  الحزب الإشتراكي  الفرنسي لم يتسع نفوذ  الحزب الشيوعي  في تونس  بل إنحصر  تأثيره الإديولوجي  في قلة من المثقفين  يتقدمهم – جان بول فينيدوري – و في جماعة من الكادحين  لذلك صرّح  رئيس الحكومة الفرنسية  أمام البرلمان الفرنسي 14-06-1924 بأن حركة  محمد علي  تهدد الحضور الفرنسي  في تونس تبعا  لهذا وجدت الحماية المناصرة  من بعض التونسيين  السياسيين  و النقابيين  و أمضوا  على بلاغ  و8هم : أحمد الصافي و حسن قلاتي  و صالح فرحات  و عبد الرحمان اللزام و البشير العنابي  و محي الدين  القليبي  و الطاهر التوكابري  و محمد الجعايبي  و محمد شنيق و أحمد توفيق  المدني و بوبكر تريمس و عبد الرحمان الكعاك و الجميل القصطلي و محمد الصالح ختاش.........
كما ورد في ص 193 : و يبدو أن الهلع  أصاب اللجنة التنفيذية لحزب الحر القديم عندما إتهمتها الحماية بتأييد محمد علي – لذلك لإخلاص  لهم منها بإعلانهم تبرئتهم من الحركة النقابية  و تم ه1ا بالفعل  : ثم يواصل في ص 195 – و يظهر أن محمد علي إستكنف  من تأييد الحزب الشيوعي  لحركته  و من وجود عضوين  في اللجنة التنفيذية  لجامعة عموم العملة التونسيين هما أحمد بن الميلاد و المختار العياري  و علة  ذلك  أن الحزب الشيوعي  كان السند السياسي  الوحيد  الدائم لحركة محمد علي  في حين عرفت الأحزاب الأخرى بتأييدها  و يثبت هذا  في ص 199 : غادر محمد علي  و رفقائه متهمين بالحزب الشيوعي  و بالتآمر  على أمن الدولة  و إستقروا بمصر  ثم توفي  محمد علي  ورجع رفاقه  إلى تونس و إستمرت سياسة الإبعاد عن التنظيمات النقابية.
ملاحظة:  هذه هي سياسة القيادات قديما و حديثا  و هي سياسة بورقيبة نفسها و مما يؤلمنا  أن بعض الكتاب  يرمون  المختار العياري بالجهل و الميل إلى العنف و تناسوا أن حشاد و عاشور و التليلي  و غيرهم لهم نفس المستوى التعليمي  لذلك ترى لما نعظم من نريد و نستهجن من يريد..... الجهوية أثخنتنا جراحا ....حتى هم نادين لهم بالولاء و لا نتجرأ  بإعان بعضنا  و لو تولينا  مناصب  و زارية خوفنا منهم  و هبة  بل يستنكف بعضنا من زيارة الجهة ....هروبا من الولاء لها.
إستمر جنوبا و شمالا  رغم مساهمة الكثير  من المناضلين  و المصلحين و   الوطنيين  و الإجتماعيين  ينظرون  إليهم  بنفس النظرة  فيها  الإهمال  و التغييب  و التهميش  فقد ساندوا و إنخرطوا  في كل الجمعيات  الثقافية و الأدبية و السياسية  بفاعلية كبيرة  ومن ذلك مساندهم لللطاهر الحداد  إلى جانب اليهودي  كوهين حضريةوالفرنسي المسلم دوران تيفال وزين العابدين السنوسي – ابن الجهة – وسالم بن حميدة ومحمود الماطري واحمد الدرعي ومحمد السعيدي ومحمد الصالح المهيدي والهادي العبيدي – ابن الجهة – ومصطفى خريف والشابي ومحمد الحليوي وعبد الحفيظ بن الخوجة ورشيد بن مصطفى كما عارضه واستنكر اراءه وبالخصوص محمد الصالخ بن مراد – الحداد على امراة الحداد – وعم بن ابراهيم البري المدني – سيف الحق على من لايرى الحق- ومحمود بورقيبة وعثمان الغربي وحسين الجزيري – ثم رجع إلى أرضنا كل المبعدين من جامعة عموم العملة  التونسيين  الأولى و توفى  محمد علي  بقرب جدة و لحق به بحثا عنه والده فلما علم بوفاته مات كمدا و يشاء القدر أن يدفنا  بأرض الحجاز ووقع جلب رفاته بعد الإستقلال  ثم جددت سنة 1937 حتى تكون  إتحاد الشغل  بقيادة  الشهيد فرحات حشاد  بمعية الفاضل بن عاشور  و محمود السعدي  و أحمد التليلي و الحبيب عاشور  و أحمد بن صالح و غيرهم .....ثم إطلعت على بعض الوثائق في مكتبة  الأرشيف الوطني  منها تنظيم  الحكم بتونس  في فترة الحماية  لعبد المجيد  كريم  و كتاب الحركة الوطنية التونسية  بين الحربين على المحجوبي-8 ع 3302 ج و كتاب حركة التحرر لعبد الرحمان  عبيد –ج9033 ع 8 – 9032 ع 8 – و – 19 – 13 ج ع 8 – 1321 ج ع 8 – و كتاب عبد العزيز الثعالبي لأنور الجندي  و المسألة التونسية لعبد الجليل التميمي و ثورة بن غذاهم  و كتاب لتحيي  تونس لنجيب  قرار  ثم راجعت كتاب مصطفى كريم وو قد ورد في ص منه – 1929- 1928 .
NATIONALISME ET SYNDICALISME  EN TUNISIE) )
كما يلي المختار  العياري حيث نزعت كل الأعلام  الفرنسية التي كانت تزين مقر الدستور و لم يبق إل الأعلام التونسية كما جاء في ص 223 دعاه المختار العياري  و محمود الراني بإسم الدستور  الحرفيين و التجار لعدم  فتح محلاتهم كما ورد في ص 357 الأعضاء الذين  إرتأت الشرطة أنهم يديرون  إجتماعات  تخص  الجانب الفيديرالي  وهم أعضاء هذه  الجمعيات  هم المختار العياري السكرتير النقابي للسكك الحديدية .....كما ورد  ص 357 و كعادته  أثرى المختار العياري مداخلته  و لقد صعقت  أن أرى البارحة مساء بالصدفة  أكثر من 1500 شخص يتزاحمون أمام مدخل  المسرح الروسي  لماذا؟ لمشاهدة  عراك رجلين  حسن و خصيمه الإيطالي .....
أذاقهم  الرأسمالين الذين يجعلون رجلين  من جنسيتين و ديانتين  مختلفتين  يتخاصمان بهدف تحقيق إنقسام البروليتاريا العالمية مهما تتنوع الجنسية   إيطالي أو يهودي أو فرنسي فنحن  إخوة  كما جاء في ص 358 المختار العياري مراقب التجمعات  للسكك الحديدية  بتونس و الذي  وجه الإضراب الطويل للعمال  و لقد تولى  فيما بعد منصب  السكرتير الإداري لنقابة النقل  بتونس وواصل المؤلف : و لقد تولى الخطابة في أغلب الإجتماعات  التي دارت في بورصة الشغل  و كان له منحى سياسي و لقد قبض  عليه في أفريل  1922 بتهمة التشكيك  في الدولة  و لكن محاكمته  لم تتواصل لقلة أدلة  الإثبات  ضده و في سنة 1925 إثر ثورة العمال  و تكوين  GGT  قبض عليه و حكم عليه صحبة محمد  علي ورفقائه.
و لقد لاحظت أن ما ورد في هذا الكتاب هو نفس ما هو موجود في ملف محمد علي الحامي بالفرنسية في الأرشيف الوطني بتونس.
 حوار مع السيد عادل يوسف العياري
27/08/2007 على الساعة العاشرة صباحا
و في النهاية سهل لنا الأمر السيدان المحترمان محمد الطرابلسي الذي مكنني من الهاتف اجوال لجورج عده فمكنني من الهاتف لعادل يوسف فإستقبلني كأخ له، كلهم لهم شكري الخالص و بذلك تمكنا من التعرف على الحلقة المفقودة من أهم تاريخنا  الوطني النقابي للجهة.
س: عادل يوسف المذيع صاحب الحنجرة الذهبية بالإذاعة  التونسية أحد أحفاد المختار العياري  و من المؤسسين لجامعة عموم العملة  التونسيين الأولى سنة 1924 .
س : هل لك دراية  بعائلة جدك للأم ؟
ج : همو المختار بن الحاج بلقاسم العياري أصيل مكثر من ولاية سليانة و رئيس الحزب الشيوعي سابقا ( 1898 – 1962 )
س : هل تعرف زوجته ؟
ج : جدتي للأم هي جنات الشابي  من مدينة  توزر و أنجبت ثلاثة بنات وولدين هم بالترتيب :
1.    جميلة والدة يوسف من الإسكندرية بمصر زوجها جدي بوالدي لما رجع إلى تونس بعد إنتهاء مدة الإبعاد مع رفقائه لأنه رجع إلى مصر في فترتين متتاليتين.
2.     مريم تزوجت بتونسي و قد توفيت  منذ شهر فقط و دفنت في نفس القبر و هي التي تسكن بمنزل والدها
3.    عائشة متوفية
4.    رشاد توفي بمصر
5.    محمد الصالح توفي في تونس و خلف ولدين و بنت
س : أين يوجد ضريح جدك ؟
ج : توفي سن 1962 و ضريحه  بمقبرة  سيدي يحيى
س : ماذا كان يشتغل  بمصر في فترة إبعاده ثم لم رجع إليها مع عائلته؟
ج:كان يشتغل كمرشد سياحي.
س:متى عاد إلى ارض الوطن؟
ج:عادإلى تونس بعد إنتهاء مدة الابعاد تباعا ثم رجع إلى مصر سنة 1951 ثم عاد ثم رجع سنة 1954 ثم عاد العودة النهائية سنة 1958 حتى توفي بمسكنه بنهج الحبيب بوقطفة عدد54 .
س:أين تعلم؟
ج:مستواه تعليم إبتدائي بالمدرسة الفرنسية بشارع باب سعدون.
س:كيف تعرف على محمد علي الحامي؟
ج:من خلال تكوينه للحزب الشيوعي التونسي .
س:أنت حفيده ماذا تتمنى في النهاية؟
ج:كان جدي من المؤسسين للحزب الشيوعي التونسي ورفض الإندماج في الحزب الشيوعي الفرنسي وكون نقابات عمالية في الشمال والجنوب وبذلك تعرف على محمد الحامي.
س:هل وقع تكريمه بعد الاستقلال؟
ج:لم يقع تكريمه ابدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق